قالت وهي تنهال عليا بالقبل …والدموع تتساقط من عينيها …كم اشتقت إليك أيتها الطفلة القادمة من غير عالمنا ..كم اشتقت لهاتين العينين المليئتين بالحب والأحلام ..كأنك لم تكبري أيتها الزهرة ..وكأني بك تقفزين ببراءة الأطفال وضحكاتك الجميلة تملأ المكان بهجة وسرور ..

كيف حالك ؟؟ وما هي أخبارك ..؟؟ هل أكملت دراستك ؟؟ وماذا تعملين الآن ..؟؟ وما هذا الحزن الساكن في مقلتيك ..؟؟

وأمام هذا السيل الجارف من الأسئلة والمشاعر …

لم أستطيع الرد إلا بدموعي المنهمرة وأصابعي التي تشابكت مع أصابعها في لقاء حميم افتقدته لسنوات ..

ولم يسمح لي هذا اللقاء السريع بعد هذه المدة الطويلة من الزمن ..أن اخبرها بكل ما جرى في تينك السنوات ..ولا أن تخبرني كيف استطاعت أن تكبر وتتخلى عن طفولتها …..

ورجعت بعد لقائي بها والكثير من المشاعر تتضارب في داخلي ..ولكن شعورا واحدا فقط كان يغلب عليها ..

شعوري بالسعادة الغامرة انه بالرغم من كل السوء في هذا العالم …لا تزال هناك قلوب وفية ومحبة ..

قلوب تحفظ العشرة والمودة ..ولا تنسى أبدا من أحبت …
تحياتي....