موضوع: ماهو التفاؤل ولماذا نتفاءل الإثنين 30 أبريل 2012, 12:59 am
الحمدلله الذي أحيانا بعد ما اماتنا واليه النشور ، اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر
رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا
ما ذا يعني التفاؤل؟؟ أي ينظر العبد لكل أموره على أنها خير، وكيف يكون التفاؤل؟؟ الصبر على كل ما يجري على العبد من أقدار مع الثقة بالله والتوكل عليه والرضى بقضائه وحسن الظن به، ففيه سر سعادة الإنسان لأنه يدفع الإنسان إلى تجاوز المحن ويحفز على العمل ويورث راحة القلب وسلامة الصدر.
.. فالمتفائل ينظر للمصيبة ويتطلع للفرج الذي يتبع كل ضيق ولليسر الذي يتبع كل عسر..
فكيف تتفاءل؟؟ أي اذا ضاق حالك، و زاد همك، و تعقدت أمورك، وانسدت الطرقات في وجهك، ورحل عنك أهلك وأحبابك، تفاءل لأن الله معك وما أصابك الا ليرفع درجاتك ويغفر زلاتك ولأنه أحبك فأحب أن ترجع اليه ويسمع صوتك، و تناجيه في صلاتك، وتبث اليه شكواك، وما ضاق حالك الا ليفرج عنك، فبيده مفاتيح الفرج فهو ينتظرك لتطرق بابه فالجأ اليه وتفاءل فإنه لن يردك، وثق به فأنت ما لجأت الى لرب كريم رحيم جواد خلقك فأحسن تصويرك وهداك للاسلام من غير سؤالك، وما سألته من شئ الا أجابك، فأحسن الظن به وانظر كيف سوف يتحسن حالك، فهو من قال سبحانه في حديثه القدسي:" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" فظن خيراً بربك ووكل أمرك كله له واستعن به واصبر واحتسب واقتدي بسنة نبيك المصطفى وحبيبك المجتبى محمد صلى الله عليه وسلم، فانه كان التفاؤل من صفاته، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم، ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه.والطيرة هي التشاؤم.
وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا. فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها ) متفق عليه.
ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ) متفق عليه.
وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له "
أخي الفاضل.. أختي الفاضلة .. هل تبحث عن السعاده فعليك بالتفاؤل والرضى بما قسمه الله لك واسعى في عمل الخير ولا تيأس، واجعل مرضاة الله نصب عينيك وهو أسمى غاياتك، فهو الذي خلقك ورزقك وان أخطأت نبهك وان استغفرت سترك وغفر لك، وان أحسنت كافأك و جعل الحسنة بعشر أمثالها والسيئه بمثلها، فاعلم أن كل ما يقدره الله لك فهو يصب في مصلحتك فأحسن الظن به وعلق قلبك وآمالك به وتوكل عليه لينصرك ويسعد قلبك وترى ما يسرك في دنياك وآخرتك.