التوافق الاسري والدفئ العائلي هدف تسعى كل اسرة جاهدة لايجاده للاستمتاع بالسعادة الاسرية المنشودة ، ونلاحظ ان ،
ايجاد الدفئ الاسري متوقف على العديد من الاشياء المشتركة بين اعضاء الاسرة الواحدة فالامر لا يختص بشخص معين في الاسرة , وبرغم ان ايجاد السعادة الاسرية هدف تسعى كل اسرة جاهدة لتحقيقه الا ان هناك حالات تشير الى الاخفاق في ايجاد جو عائلي واسرة سعيدة متماسكة , وقد يرجع ذلك لعدة اسباب فقد يكون هناك عدم ادراك ووعي من قبل افراد الاسرة بمفهوم الاسرة وضرورة الترابط الاسري بين افراد الاسرة الواحدة , فقد نرى ان هناك اسرة لا يرتبط اعضاؤها ببعض الا بعامل المكان فقط , فأعضاء الاسرة الواحدة في شغل دائم وقد لا تكون هناك صلة مباشرة في بعض الاحيان الا نادرا او في المناسبات العائلية , مما يؤدي الى وجود نوع من الانقسام والتفكك في علاقات افراد الاسرة وبالتالي الشعور بالاغتراب , وعدم الالفة بين اعضاء الاسرة الواحدة , وقد كان هذا الوضع الاسري نراه في بعض الاسر الغربية وكان وضعا مقبولا الى حدا ما حيث الرغبة فى الحرية والاستقلال عن العائلة , ولكننا فوجئنا في الفترة الاخيرة ان وضع الاسرة العربية قد اصبح الى حدا ما شبيها الى وضع الاسرة الغربية برغم اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد المتبعة في كل اسرة , فقد نرى ان هناك نوع من فقدان للدفئ الاسرى في الاسرة العربية نتيجة لانشغال الاباء والامهات عن الابناء ومتابعة علاقتهم ببعض فقد نرى ان هناك اخوات غرباء يعيشون في منزل واحد وبالتدريج تفقد الاسرة الشعور بالسعادة والالفة, لذلك نقدم اليوم النصائح الخمس لسعادة الاسرة .
1- اشراك الابناء فى الانشطة الاسرية : الاسرة السعيدة هي الاسرة القائمة على الاتفاق المسبق بين الأبوين على تقسيم الأدوار بين الابناء في المنزل فاشراك الابناء مع بعضهم البعض في اعمال المنزل كفيل بايجاد المحبة بينهم ، وبالتالي التقارب وايجاد هوايات مشتركة والجلوس مع بعضهم اكبر قدر ممكن.
2- بث روح الانتماء للاسرة : نتيجة الضغوط اليومية وتعدد احتياجات الابناء زاد معدل الضغط اليومي بأنواعه المختلفة على الأم والاب , ولكن ابناءنا هم ثرواتنا الحقيقية الباقية ، (فمن زرع حصد) ولكي نحصد بناء سليما علينا ان نؤسس اساسا متينا قويا لذلك لابد ان تعنى الام ببث بعض الفاهيم التي تحث الابن على الانتماء للاسرة وتشعره بأنة جزء من الكل وان هناك من سيتأثر بافعاله وسلوكياته حتى نصل بأبنائنا الى بر الامان وتكون لهم القدرة على نفع انفسهم ونفع المجتمع ايضا.
3- ايجاد القدوة الحسنة : يجب ان يكون الاب والام بمثابة القدوة الحسنة لابنائهم فى كل شيء خاصة في علاقتهم بالاهل والاصدقاء , فالابن لن يقتنع بأهمية الاسرة ودورها الفعال الا اذا رأى بعينه ان هناك ضرورة قصوى للعيش مع اناث يحبونه ويتعايش معهم , كما يحببان ان يكون هناك اتفاق مسبق بين الأبوين على نظام اسري تربوي في تربية الابناء حتى تتحقق القدرة على السيطرة على الابن بأسس تربوية سليمة وحتى لا ينفلت زمام بناء شخصية الابن من يد الابوين , فمثلا حرص الاب والام على الجلوس مع الابناء وتناول الغداء او العشاء سويا كفيل بوجود روح من المحبة والالفة بين الابناء.
4- احداث تقارب بين افراد الاسرة : الاسرة السعيدة الهانئة هي الاسرة التي تقوم فيها الام باحداث تقارب بين الابناء خاصة اذا كان هناك فرق في السن والهوايات والامزجة فالاسرة التي تتمتع بجو صحي هي الاسرة التي تستطيع ان تتعايش مع بعضها البعض برغم اختلاف الطباع والاعمار والاراء لذلك يجب على الام ان تعمل على ايجاد نشاط اسري مشترك بين الابناء مثل شراء احتياجات المنزل مثلا كنوع من المشاركة الاسرية والبعد عن الانانية.
5- تعزيز مبدأ الايثار : يجب على الام العمل على تعزيز مبدأ الايثار بين افراد الاسرة حتى يحدث نوع من التألف بين افرادها فهناك عدة اشياء قد تقوم بها الام لبث روح التعاون والالفة والمشاركة بين افراد الاسرة مثل تبادل الهدايا بين افراد الاسرة , الحرص على التنزه في العطلات مع الاسرة , مراعاة مشاعر افراد الاسرة بعضهم البعض ، واخيرا نستطيع ان نقول ان ترويض الابناء من الصغر يؤهل شخصية الابناء على الانضباط ببعض السلوكيات الايجابية التي تفيدهم في حياتهم المستقبلية.