موضوع: بالصور اجمل صور فوتوغرافيه للدعاه والمفكريين الثلاثاء 08 مارس 2011, 12:47 pm
فوتوغرافية بين الدعاة المفكرينالتصوير الدعوي.. غائب أم حاضر أم خجول؟
«إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» مقبل المقبل استطلاع - سلافة الفريح الصورة الفوتوغرافية التي اتهمت في السابق بأنها من المحرمات ولا يجوز للمسلم التعاطي معها في كل أحوالها.. أصبحت الآن وسيلة من وسائل الدعوة والإصلاح والتربية ويجب نشرها في الطرق والمساجد والمكاتب الحكومية والمستشفيات ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات. فالصورة تساند الشريط الإسلامي والكتاب والفيلم الوثائقي، فهل لدينا فن مستقل يعرف بالتصوير الدعوي؟ ولماذا يعاني هذا الفن الفقر والتقليد والرتابة والتكرار؟ وهل أدى المصورون واجبهم تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم؟ إلى متى سيظل اسم "التصوير الدعوي" غائبا في الوسط الفوتوغرافي إلا من بعض المحاولات الخجولة؟ وكثير من التساؤلات التي طرحناها على الفنان مقبل المقبل، الذي أفاض علينا بتجاربه وخبرته في هذا المجال والفنانة منى المهدي بآرائها النيرة.
منى المهدي: استثارة العاطفة في المشهد تجعل العمل يستقر في الوجدان
اسم التصوير الدعوي يقول الفنان المقبل: نعم مؤكدا وجود هذا النوع من التصوير، وجميعنا يؤمن بأن الصورة الفوتوغرافية رسالة بدليل أنها تترك أثراً في النفس، فكم من صورة صحّحت نظرة، وكمّ من صورة حركت همة وأمة، وكذلك الدعوة إلى الله ليست حصراً على المنابر ومعاقل الدعاة، وليس لها أسلوب محدد، فكلّ شخص يدعو إلى الله حسب قدرته ومهاراته، وفكرة التصوير الدعوي غير مستحدثة، ولكنها مهضوم حقها. وقد ذكرت في مقابلة فضائية كانت تتحدث عن الدعوة إلى الله باستخدام التصوير الفوتوغرافي نبذة عن المصورّ الإنجليزي بيتر ساندرز، الفنّان الذي نذر نفسه للتعريف بجماليات وتصحيح الفكرة عن الإسلام، ويعد نفسه داعية قبل أن يكون مصوّرا فوتوغرافيا ويعد التصوير سبيلا للدعوة قبل كونها وسيلة لكسب الرزق، وهو الذي سخّر ما يزيد على ال 34 عاما لخدمة الإسلام عن طريق التصوير الدعوي. لذلك اتفق معكم تماماً من ناحية الاسم والمسمّى. أما الفنانة منى المهدي فتقول: لا أرى تسمية هذا النوع بشكل منفصل وبهذه التسمية، لأن الصورة هي رسالة من الفنان، تحمل القيم والأفكار التي يعتقدها، وفصلها وتميزها بهذا الشكل يخلق ازدواجية في توجّهه برأيي، فالصورة إما داعية لفضيلة وجمال وإما العكس رواد التصوير الدعوي المقبل: لا أعلم اسما معيّنا كانت له الريادة أو التخصص في الدعوة باستثناء بيتر ساندرز ، ولكني متأكد أنه من خلال التصفح للأنترنت ولمدونات ومعارض المصورين ستجدّ معظم المصورين ولله الحمد يمتلكون صورا نستطيع أن نطلق عليها صور دعوية، لأنها تمتلك أفكارا أو ربما همّا دعويا، وتسعى لتعزيز خلق حميد، أو ذمّ خلق سيئ أو على الأقل تحسين صورة الإسلام وسماحته وأخلاقيات المسلمين من خلال الصورة، ولكنّي بالمقابل ألحظ توجّها مميزا للعديد من المؤسسات الدعوية والجهات الخيريّة وبعض المؤسسات الأهلية أو حتى الجهات الحكومية لإبراز الصور الفوتوغرفية وجعلها أساس حملاتهم التوعوية والدعويّة.
«يارب» منى المهدي
ضعف الوازع الديني وغياب التصوير الدعوي ترى المهدي: أن الربط بين غياب هذا النوع من التصوير وضعف الوازع الديني هو حكمٌ قاس وغياب الأعمال الدعوية يرجع لعوامل أخرى كثيرة. أما المقبل فيقول: كل إناء بما فيه ينضح، مقولة لا أشك فيها أبداً، فأنا أعتقد التصوير الفوتوغرافي وسيلة للترفيه عن النفس، والتعبير عمّا يجول فيها، فالمصور شاعر استبدل القلم بعدسته، فاصبحت أبياته ضوءًا يعبر به عمّا (يشعر به وما يُهِمّهٌ)، لذلك نجد أن معظم المصوّرين الذين يؤمنون بكون التصوير رسالة أكثر من كونه تقنية أو استعراضاً، يملكون معارض فيها أعمال منوّعة تحمل فكرة هادفة أو عملا دعويا، بسبب الفطرة والبذرة الطيّبة ولله الحمد، ويضيف: ولكن من أزال مصطلح الدعوة من قاموسه وجعل دينه وخدمته آخر اهتماماته فلا أعتقد أنه سيسخر ضوءه لخدمة الدعوة، ولكن بالمقابل معظم المصورين لديهم أعمال دعوية ولله الحمد. أهداف دينية وتربوية وإنسانية منى المهدي: إذا سلّمنا بوجود هذا التصنيف من التصوير، فهو بالطبع لا ينبغي أن يقتصر على الجوانب الدينية أو الشعائرية، الدعوة للخلق القويم والتصرف الحضاري الراقي هو من أولى أبواب الدعوة إلى الخير، ومؤكدا أن ذلك لا يدور في محورٍ واحد من دون آخر من جوانب الحياة. المقبل: العمل الدعوي لا يقتصر فقط على دعوة غير المسلمين، ولكن برأيي يشمل كما ذكرت مسبقاً تعزيزا لخلق حميد، أو ربما ذمّا لخلق قبيح، أو ربما حثّا على التنبيه لقضايا يلاحظ فيها وجود التقصير منا نحن المسلمين، والجميع يلاحظ توجّه المؤسسات الدعوية والتربوية والاجتماعية بتنوّع تخصصاتها ومستوياتها إلى الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية في جميع أعمالهم. ولله الحمد تحققت الأهداف ومعظم تلك الجهود تكللت بالنجاح مقارنة بتلك الأعمال التي لم تحمل صوراً هادفة، ويبقى التوفيق بيد الله وحده. تنفيذ الصورة الناجحة المهدي: تنفيذ الصورة الناجحة برأيي عن طريق إيجاد أفكار مؤثرة، لا تعتمد التوجيه المباشر الذي قد لا تتقبله النفس في كل حين. المقبل: ربما تكون الفكرة هي المحور الرئيسي لنجاح الصورة والرسالة، وهي الخطوة الأكثر حسماً في تحديد نجاح العمل، وبعدها تأتي حرفيّة ومهارة المصوّر في إيصال الفكرة، ولكن أعتقد أنها لن تكون عقبة بالنسبة للمصوّرين الذين لهم مساهمات في أنشطة أو برامج دعويّة عن المصورين البعيدين عن تلك الأنشطة. حصر عناصر الصورة (مسجد – قرآن – سبحة ) المهدي: بالطبع لا، فالمواضيع كما أسلفت يجب أن تخرج من المحدود والنمطي والمباشر، إلى رسائل أكثر شمولية، لذا فالأدوات يجب أن تكون إبداعية مبتكرة. المقبل: حتى وإن كانت هي الأفكار الأكثر انتشاراً إلا أن هناك أعمالا وأفكارا أكثر تنوعاً. صحيح أن المساجد والمصاحف والمسابح تعد رموزاً تدلّ على الإسلام، ولكن كما نعرف كمصورين ومتذوقين أنه لا تعدم الوسيلة، ولا يوجد أبداً حصر للوسائل الممكن استخدامها في التصوير الدعوي، وأنا عايشت ورأيت أفكارا متنوعة بشكل كبير وأكثر اتساعاً من هذه الدائرة في معرضين دعويين سبق أن أقمناهما خلال فترات سابقة، وأيضاً من خلال الأعمال والورش الموجودة على الشبكة العنكبوتية. افتقاد المصورين الابتكار والتطوير المهدي: أتوقع الحل بإدارك المعنى الأكبر، والمعنى الذي يحب الفنان أن ينقله للجمهور، فالمعاني لا تنضب وبالتالي الصور كذلك لن تنضب، لكن الإبداع في إيصالها بشكل ذكي وبعيد عن النمطية. على المصور أن يحيط بطرائق تستثير العاطفة في المشاهد بشكل يجعل عمله يستقر في وجدانه. المقبل: نجد أحياناً تشابها في استخدام الأدوات مع وجود فارق طبعاً في التنفيذ والقدرة على إيصال الفكرة. ولكن أيضاً بالمقابل نرى أعمالا تتجاوز هذا الحدّ للخروج بأفكار خارجة عن المألوف، والفكرة تأتي دائماً مع تنوّع التجربة، وأنا متأكد أنه لو كان هناك مصورون يحضرون الأنشطة الدعوية ويرون بأعينهم تلك الجهود ويمارسونها، فمؤكد بأنهم سيرون بعين المصور الخبير ما يمكن أن يعزز أفكارهم، وما يوجّه رسائلهم الضوئية بأفكار خارجة عن المألوف، وتصل للمتلقّي بطريقة مؤثرة غير تقليدية. تجارب دعوية المقبل: كان لي بعض الأعمال البسيطة من خلال بعض المعارض وورش العمل والمنافسات الموسميّة، وسبق أن قمت بتنظيم معرضين في ملتقى ربوة الرياض الشهير. الأول بعنوان نصرة النبي صلى الله عليه وسلمّ باتبّاع سنته، وعرضت فيه حوالي ال 100 عمل، لعدد من المصورين، والثاني بعنوان التفكّر في عظمة الخالق. والحمد لله كان الأثر والنتائج فوق المتصوّر، وكانت الفكرة محاولة توجيه عدسات المصوّرين لخدمة الدعوة، ونشر فكرة التصوير الدعوي في مكان تجاوز عدد زواره المليون ونصف المليون زائر، ومحاولة لخدمة الدين عن طريق التصوير الفوتوغرافي في الذبّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم، في المعرض الأول، والتفكر في عظمة الله في المعرض الثاني، إضافة إلى أن الهدف أن تكون بداية تعاون للفوتوغرافيين، مع المؤسسات الخيرية والدعوية التي ابتدأناها مع مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات. المهدي: لدي صورتان ربما تصنفان ضمن هذا التصنيف، إحداها كانت لطفلة صغيرة محجبة ترفع يديها في وضعية دعاء وصلاة، أذكر حين نشرتها في موقع تصوير أجنبي أنها نالت اهتماما وتعليقات كثيرة حينها.
«تسبيح» منى المهدي
أفكار دعوية لم تنفذ المقبل: كانت فكرة بروشورات دعويّة وتوعويّة تنشر على نطاق واسع بالتعاون مع مكتب الدعوة والإرشاد، وكنت متحمسا لها ولكن مرت بعض الظروف المتتابعة أعقبها انتقالي لمنطقة تبوك ومن ثم زواجي، ولكن بعد عودتي للرياض سأحاول اسئنافها بإذن الله تعالى. المهدي: كانت لدي فكرة اقتباس بعض الأحاديث وتجسيدها وتحويلها لفكرة قابلة للعرض خلال الصورة. تطوير التصوير الدعوي المقبل: اعتقد في حال تبنّي المؤسسات الخيرية والمتخصصة تنظيم منافسات ومعارض وورش عمل دعويّة فوتوغرافيّة سيكون هناك توجّها عامّا بإذن الله تعالى خصوصا مع انتشار نتائج المنافسات ما يغرس في أرواح الفوتوغرافيين همّ العمل الدعوي الفوتوغرافي وفكرته. المهدي: أي مؤسسة ذات نشاط اجتماعي هي مؤهلة لدعم مثل هذه الأعمال واستقطابها، ونشرها عبر القنوات الإعلامية، لا أستطيع تسمية واحدة بعينها، لكنها موجودة وبعضها فعلا أسهم في مثل هذه المبادرات. المصور الداعية للخروج بأفكار مؤثرة المهدي: ليس بالضرورة أن يكون المصور داعية، المهم أن يكون هناك شخص يولّد أفكارا مختلفة.. ويملك مخيّلة كبيرة، ثقافة واسعة لتميز الدلالات والمعاني التي يستطيع العمل عليها لتقديم صور ذات قيمة. المقبل: الموظف داعية في عمله، والأب داعية في بيته، ورجل الأمن داعية في الميدان، كما هو حال رجال الدين وفقهم الله، فلا أعتقد أن الدعوة حصر على أشخاص معينين، أو طرائق ووسائل محددّة، لذلك المصور يكون داعية من خلال عدسته ومن خلال ضوئه، ومن خلال رسالته الفوتوغرافية، وأعتقد أن كلّ من يمتلك كاميرا، ممكن أن يكون مصور داعية إذا أخلص العمل لله تعالى، وسخّر عدسته من أجل الخروج بصورة دعوية ناجحة ومبتكرة ومؤثرة. مشاريع فوتوغرافية بين مفكرين دعاة ومصورين المقبل: أنا أؤيدها بشدّة بالرغم من وجودها الخجول حالياً، وعلى نطاق ضيّق، لكن أتمنى ان تكون هناك ورش عمل يشترك فيها، كما أسلفتم دعاة مفكرين مع فوتوغرافيين، ونشر ناتج هذا التعاون في حملة دعويّة تقام بأسلوب مبتكر ومؤثر ومحبب للأنفس. وترى المهدي: سيكون تعاونا جيدا، فرأيان غالبا أفضل من رأي، واجتماع الأفكار وتلاقحها يولد الأجمل. حرص المصور على الأجر المادي.. يفوق خدمة المجتمع والدين والوطن المقبل: ما زالت الدنيا بخير، وهذا الأمر لا يمكن تعميمه على جميع الفوتوغرافيين، ولكن نتعذر لهم بأنه حرّية شخصية لها أسبابها، وربما يتخّذ منها بعضهم وسيلة للانتقال للعمل المهني أو ربما لتغطية تكاليف الاحتراف الفوتوغرافي، لكن ليس كلهم، لأننا نعرف كثيرا ممن يقومون بأعمال فوتوغرافية تطوّعية، من تغطيات، أو نشر أعمال هادفة ودعوية وغيرها، ولكن شخصياً أعتقد أنها فرصة حقيقية للمساهمة في أعمال تبقى في رصيدنا في دار الخلود بإذن الله تعالى، إذا كانت فيها نية الاحتساب وكانت بعيدة عن المطامع المادّية. المهدي: لا للتعميم، ربما هناك اتجاه عام للكسب واتخاذ التصوير حرفة أكثر من النظر إليه كهواية، وباب فن يسمو عن العائد المادي، لكن في المقابل هناك أحيانا بعض الحالات التي يكون فيها الفوتوغرافي مستعدا لتقديم والمشاركة بأعماله من دون أي مقابل ليفاجأ بأن هناك من يتكسّب من وراء عمله الذي نذره للنفع العام، هنا تنشأ عند بعضهم عقدة لا مشاركة بلا عائد. أتوقع لو كانت هناك شفافية كبيرة بين الفنان والجهة التي تتبنى نشر أعماله وتصديرها للمجتمع والجمهور؛ لوجدنا كثيرا من النوايا المترفعة عن أي غرض مادي. وهذا بالطبع لا ينقص من حق الفنان في الحصول على مقابل مادي لقاء أعماله ومشاركاته. غياب الورش الفوتوغرافية (للتصوير الدعوي) المقبل: صحيح؛ باستثناء بعض الورش التنافسية الإليكترونية لمواضيع معيّنة خلال مواسم رمضان أو الحجّ وغيرها من المواسم الدينّية، لكن لم أسمع عن ورش عمل تعليمية ميدانية أو غيرها، والسبب اهتمام عدد من الجهات التي تعتبر واجهات ومنارات للمصورين بأنواع التصوير، لا رسالته، فغالبها يكون عنوانه البورتريه أو اللاند سكيب، أو حياة الناس، أو غيرها، ولا يكون عنوانها دعويا إلا ما ندر. وتقع المسؤولية برأيي على عاتق المسؤولين في تلك الجهات وقد حاولت في سابقا التواصل مع أحد هذه الجهات، ولكن كان العذر بصعوبة التنظيم، وضيق الوقت، ومحدودية الفكرة، ولكن رأينا العكس تماماً ولم تكن هناك عوائق حقيقية، عندما بدأنا التنظيم والتنسيق مع جهة أقل تخصصاً واحترافية في عالم التصوير الفوتوغرافي.
ترقبوا «ورشة التصوير الدعوي الاحترافية» الخاصة بقصائد ضوئية لمصوري نجران في الأسبوع المقبل بإذن الله، بقيادة الفنان صالح بن حسين الدغاري.