موضوع: ازرع الامل في قلوب اطفالك الثلاثاء 08 مارس 2011, 12:31 pm
ثقافة الموت
الحمد لله وبعد ،،، فقد قرأت في صحيفة سبق الإلكترونية ، خبرا عن قيام إحدى رياض الأطفال في المنطقة الشرقية بعمل برنامج تمثيلي ، يظهر فيه بعض الأطفال وهم يحملون على أكتافهم جنازة ، يبكون ، وعلى وجوههم الحزن لفراق ميتهم !!! وأشارت الصحيفة إلى ما سبق من قيام أحد معلمي منطقة عسير ومدير مدرسة بعمل مشهد تمثيلي لعملية تكفين ميت ، وحمله على النعش أمام الطلاب في الطابور الصباحي . قلت : إن من أكبر أخطائنا ، أن ننسى أنا خلقنا للخلافة في الأرض : وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة . وقال عليه الصلاة والسلام : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون . والخلافة في الأرض يعني عمارتها , وتوظيف كل ما سخره الله فيها كما قال جل في علاه {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه} وقال {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار, وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار} فهذا الكون كله بأجرامه وكواكبه وأبراجه مسخر لخدمة حياة الإنسان , ليتسنى له القيام بمهمته ووظيفته التي اختاره الله لها , وآثره بها على كل خلقه . بل إن القرآن الكريم ينضخ بالمناظر الجميلة ، ويلفت النظر إليها { وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة } وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ، وأنبتت من كل زوج بهيج } بل حتى السماء لم يهمل ما يلفت النظر من جمالها فقال { وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا } { أولم يروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها } . والآيات في هذا المعنى كثيرة . فكوكبنا هذا فيه من الجمال الطبيعي ما يبهر الأبصار ، وتسعد به الأنفس ، إذ هو لوحة بديعة متكاملة , في جمال خضرتها وزهورها وعذوبة وصفاء ماءها , وعظمة وشموخ جبالها ، وسكون وهدوء وديانها . تنعم بتلك المناظر الأعين ، وتطربالآذان بخرير مياهها ، وتغريد عصافيرها ، وهديل حمامها !!! ولا جرم ، فالله جميل يحب الجمال ! وما في الكون من جمال فهو أثر من آثار جماله ، جل في علاه . وقد ملأ الله الحياة حسنا وجمالا { والأرض مددناها ، وألقينا فيها رواسي ، وانبتنا فيها من كل زوج بهيج } . ومن أروع الأمثلة لتأثير الجمال في النفس ما جاء في الصحيح من حديث قطبة بن مالك الثعلبي قال : صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقرأ : { ق والقرآن المجيد } حتى قرأ { والنخلباسقات } قال فجعلت أرددها . ولا أدري ما قال . رواه مسلم . وفي رواية : أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ في الركعة الأولى { والنخل باسقات لها طلع نضيد } . فتأمل كيف أخذ بلبه وصف النخل ، حتى غفل عما ورد في السورة من تهديد ووعيد ، وهو الذي يقف عنده أكثر الوعاظ اليوم ، أعني التهديد والوعيد ، ولا يلفت نظرهم حسن السياق ، وروعة التشبيه ، وجمال المنظر . فالمتعة في الدنيا لا تنافي الاستعداد للآخرة ، بل هي من وسائل الوصول للآخرة ، إذ إن العيش في البؤس والحزن أمر ليس مرادا شرعا ، بل الأمر بخلافه ، أما سمعت قول جرير بن عبدالله رضي الله عنه : ولا رآني _ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم _ إلا تبسم في وجهي ! رواه البخاري . وتبسمك في وجه أخيك صدقة . وما أجمله من قول ، في افتتاح سورة طه ، { طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } . بل أنزلناه إليك لتسعد ، وتطمئن ، وترتقي في رياض الجنة ، حتى قبل أن تدخل الجنة . فليس المراد من خلقنا أن يشقينا ، وأن يعذبنا { ولو شاء الله لأعنتكم } . { ما يرد الله ليجعل عليكم من حرج } ومن صفات حبيبنا صلى الله عليه وسلم { عزيز عليه ما عنتم } . فزرع الخوف في قلوب الصغار مناف تماما لحكمته تعالى ، وهو مرفوض في الدين ، وكم حذرنا المولى من الحزن والهم ، فنهانا عن النجوى وقال { إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا } . فلا مكان للحزن في الإسلام ولا يرضى أبدا أن يمس أهله شيء منه , ومهما قست الحياة فلا يريد الإسلام أن تكون الحياة حزينة شقية منغصة , وكم نهاهم عن الحزن ، وحذرهم منه حتى وهم يواجهون الموت ، وتدور رحى الحرب يقول لهم { ولا تهنوا ولا تحزنوا } . وينبغي أن تكون تلك الكلمة القصيرة من الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يطمئن بها صاحبه ، ورفيق دربه ، غذ هما في الغار فيقول له { لا تحزن ، إن الله معنا } ينبغي أن تكون لنا شعارا ، ودثارا ، فلا تحزنوا ، إن الله معنا . ليتنا نربي صغارنا على هذه المعية ، يحسونها ، ويشعرون بها ، ويعيشونها ، فتنفتح لهم أبواب الأمل ، وتدك أمامهم صروح من عوائق
الشيخ عادل بن سالم الكلبانى
يا اهل العرب
مدير عام
معلوماتاضافية
¬» الإنتسَاب : 05/04/2011
¬» مُساهمَاتي : 2615
¬» الجنس :
¬» نُقاط تقيمِي : 53441
¬» السٌّمعَة : 79
¬» بلدي :
¬» مزآجي :
¬» آوسِمتي :
موضوع: رد: ازرع الامل في قلوب اطفالك الأربعاء 08 يونيو 2011, 12:27 pm