أضاءت الألعاب النارية وألوان الطيف سماء مدينة الرباط، التى تتواصل فيها
فعاليات الدورة 11 لمهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، وارتدت العاصمة
المغربية حلة الموسيقى والبهجة يوم أمس السبت، بعد أن هزت المجموعات
الغنائية تروبادور راجستان الهندية، ويوركى الفرنسية شوارع العاصمة،
وبالتحديد شارع الحوز ومحاج الرياض بموسيقاها الجميلة، وأذهلت المجموعتين
المغربيتين "كازا أكروبات" و2k far، جمهور شارعى المسيرة وفال ولد عمير،
بلوحاتهما الراقصة وعروضهما الساحرة، التى خطفت الأنظار، وأغرت الصغار قبل
الكبار.

واستمتع الجمهور الغفير الذى انتشر ليلة أمس على المنصات الثمانية، وسط
إجراءات أمنية مشددة، وظروف استقبال تليق بأكبر تظاهرة فنية فى المغرب،
بنغمات هندية وأوروبية، تترجم التباين الثقافى الذى تزخر به جميع دول
العالم، مثلما استمتع عشاق الفنان الأمريكى بيت بول، بحفله الساهر، الذى
أحياه فى منصة السويسى، حيث توافد عدد كبير من الجماهير المغاربة والأجانب،
وكان بيت بول فى الموعد، إذ لم يخيب ظنهم، وقدم عرضا فنيا متميزا ألهب به
حماس الحضور، الذى رقص وغنى على إيقاعات فرقته الموسيقية، طوال الحفل.

ولم يقل حماس جمهور منصة السويسى، عن جمهور مدينة سلا، الذين رددوا مع
مجموعة هاوسا والمختار سامبا، وآوت لانديش، أجمل أغانيهم، ورقصوا على نغمات
موسيقاهم، فى حين فضل البعض حضور سهرة الشيخ لو، الذى أحيا سهرته على منصة
أبى رقراق، ومن أعلاها ردد مع الجمهور المتوافد على حفله "عاش محمد
السادس".

أما المسرح الوطنى محمد الخامس فقد استقبل عشاق موسيقى الديسكو، لحضور عرض
الأسطورة كلوريا كاينور، التى اعتادت على زيارة المغرب وإقامة حفلات بها
وعبرت النجمة العالمية الأمريكية، عن سعادتها بمشاركتها فى مهرجان
"موازين"، ووجودها فى المغرب، بلد الفن والجمال والموسيقى.

وكعادته، نال الفنان التونسى محمد الجبالى إعجاب مئات المعجبين بأعماله
الفنية، التى قدمها فى قاعة باحنينى فى اليوم نفسه، كما خطفت الفنانة فريدة
ماهواش الأنظار عندما غنت لعشاق فنها، لأول مرة فى فضاء شالة.

وفى الجانب الآخر، واصلت منصة النهضة، عروضها لعشاق النغمة الرومانسية
والأداء المرهف والحساس، مع النجمين اللبنانيين يارا وفضل شاكر، وتميز
حفلهما بالديو الغنائى الشهير "خذنى معك"، الذى ردده الجمهور معهما بعفوية
وحماس، كما قدم فضل ابنه محمد على المسرح، حيث قام بغناء أغنية "روح" وأجاد
فيها بدرجة امتياز.

ولم تكن "خذنى معك" الأغنية الوحيدة التى غناها الجمهور، بل أثبت عشاق فضل
شاكر المغاربة، أنهم يحفظون جميع أغانيه عن ظهر قلب، ورددوها بتفاعل أخاذ،
مطالبينه بالمزيد.

وزاد من تفاعل الجمهور، غناء فضل شاكر، أغنيتين للراحلة وردة الجزائرية،
مترحما على روحها وحمل النجم اللبنانى العلم المغربى على كتفه طوال السهرة،
شاكرا أهل المغرب على الترحاب وحسن الضيافة، وجلالة الملك محمد السادس.

وعبرت يارا عن سعادتها بالمشاركة لأول مرة فى مهرجان "موازين"، وقالت فى
المؤتمر الصحفى الذى سبق الحفل، إنها حلمت بالوقوف على خشبة مسرح "موازين"،
وأخيرا تحقق الحلم.

وأكدت أن المشاركة فى الدورة 11 لمهرجان موازين، ستضيف الكثير إلى مسيرتها
الفنية وقالت "فى مثل هذه المهرجانات الكبرى، لا نفكر فى القيمة المادية
التى سنحصل عليها، بقدر ما نفكر فى القيمة المعنوية والرصيد الفنى الذى
سيمنح لنا".

ونفت الفنانة يارا أى خلاف مع الفنان فضل شاكر، وقالت "أحب فضل شاكر وأحترم
فنه، وكان لى معه محطة مهمة فى مشوارى الفنى من خلال مشاركتى له ديو (خدنى
معك)، وأشكره لأنه وثق بموهبتى".

وكشفت الفنانة اللبنانية عن استعدادها لإنجاز ألبوم مغاربى، يضم أغانى
باللهجة المغربية والتونسية والجزائرية، وتتطلع أيضا إلى تصوير بعض أغانيها
بطريقة الفيديو كليب فى المغرب، مرحبة بفكرة ارتدائها الزى المغربى.

وأضافت يارا أن موضوعات ألبومها متعددة، مشيرة إلى أنها فى طور البحث عن باقى أغانى الألبوم الذى تتعاون فيه مع أكثر من ملحن ومؤلف.

وعن كيفية إتقانها اللهجة المغربية، قالت يارا أنها ستعمل على اختيار
الكلمات الأقل صعوبة، واعتبرت أنها تجربة يجب أن تخوضها، مثلما خاضت العديد
من التجارب فى حياتها الفنية، كالغناء باللهجة الخليجية الذى لاقى صدى
طيبا لدى الجمهور، وقالت إن ألبومها المقبل، سيرى النور بعد شهر رمضان، إذ
سيصدر بمناسبة عيد الفطر، ورحبت الفنانة اللبنانية بفكرة الديو الغنائى، مع
أى فنان شرط أن يتوافق صوتها معه.

ولم يخل ثانى أيام المهرجان، من النشاطات الموازية للحفلات الفنية، حيث
أقيمت صباح أمس السبت، مائدة مستديرة، حول موضوع "صناعة الموسيقى فى
المغرب، واقع وآفاق"، والتى عرفت مشاركة العديد من الأخصائيين فى الشأن
الغنائى، وعلى رأسهم الباحث الموسيقى أحمد عيدون، إلى جانب الفنان عصام
كمال مطرب مجموعة مازاغان، ورشيد حياك صاحب إذاعة "شذى إف إم"، والمغنى
الكاميرونى لودوفيك جورج نيجو مبول، الذى أكد التقدم الذى يعرفه المغرب فى
مجال صناعة الموسيقى، وقال، "مازال هناك الكثير من الأمور يجب فعلها من أجل
ضمان تطور صناعة الموسيقى، لكننى أرى أن المغرب يسير فى الطريق الصحيح".
وأوضح كمال عصام، أن صناعة الموسيقى لن تعرف طريقها للنجاح إلا بحماية حقوق
الفنان، ومحاربة ظاهرة القرصنة.

يسلمو ايديكي