ومن هوايات النساء الشكوى من شخيرنا..فاعلمي سيدتي أن شخير الرجل برهان على حضوره القوي حتى وهو نائم، فهو حين يشخر يكون أسداً نائماً بعين واحدة، ويذكّر المرأة التي “تنخمد” بجانبه أنه موجود وحاضر ومهيوب حتى وهو غافٍ كالملاك.
فإن شخيركن، الموجود فعلاً، بعيد كل البعد حتى عن أصول الشخير الرجالي النخب أول. شخير النساء هو أسوأ أنواع الشخير.مغشوش ومزعج مثل “كاربوريتر” السيارة التالف.
بالطبع ستنكرن أنكن تشخرن..! لكني سأقدم الدليل القاطع والبرهان الدامغ على صحة ماأقول.
بعد زواجي بمدة صرت أستيقظ صباحاً وأنا أعاني من صداع، ويرافقني شعور خلال النهار أنني سمعت أصوات غريبة أثناء نومي تنكد علي هدوئي الطبيعي وتقلق راحتي. ولم يكن من السهل علي أن أتخيل أن السبب هو ذلك الشخير الرفيع القادم من المخدة المجاورة. فقد كانت زوجتي تبدو لي ناعمة بشكل عام وكانت تهابني وترتعب وترتعد أوصالها وأنا أستيقظ وأتململ في سريري، في الحقيقة إن قوة شخصيتي كانت تتجاوز الواقع الملموس للواقع الافتراضي فعلى صفحتي على الفيسبوك مثلاً كنت ألاحظ خوف البنات مني، فكلما حاولت الحديث إلى واحدة تهرب فوراً وتغلق نافذتها متوارية خجلاً طبعاً!
المهم، لنعد إلى موضوع الشخير، تفاقمت حالة الصداع الصباحي وامتدت لأسابيع، وكنت حين أشكو لزوجتي تقول لي “أكيد عندك جيوب أنفية لأنك بتشخر بصوت عالي في الليل”.
قررت أن أعرف مصدر الصوت الذي يتسرب إلى نومي فإن كان وهماً تخلصت منه وإن كان موجوداً كتمته إلى الأبد. وهكذا لم أثقل في العشاء ليلة اتخذت هذا القرار، وانتظرت حتى غفا البيت والبناية كلها والحي وربما المدينة.
وبين أن أغفو وأن أظل منتبهاً بدأ صوت رفيع يصلني كأنه صافرة قطار قادم من بعيد وينتهي بقرقرة فظيعة كأن أحدهم يغرغر بماء، ثم بدأ يعلو ويقترب فلا هو بالصفير ولا هو بالشخير ولا هو بالخرير. انتبهت أن زوجتي كانت تغطي رأسها بالبطانية وتلف نفسها بالكامل فلا يظهر منها شيء.
أوقظتها
- “عالية عالية قومي هل تسمعين ما أسمع؟”
- ها ماذا ماذا؟ ماذا تسمع؟ مين؟ شو فيه؟
قامت مثل البريئة وانقطع الصوت فجأة وكأنني أتوهم
- قومي جيبي كاسة ميّ
عادت عالية للنوم، لفت نفسها كأنها دودة قز، وعاد الصوت أو الأزيز “ززززز خخخخخخخ غرغرغرغرغرررررراااااا بفففففف”.
لاحقت الصوت، اقتربت واقتربت رفعت البطانية عن وجهها، ورأيت الحقيقة بأم عيني وسمعتها بأم أذني.
- عالية بتشخري؟؟!!!! والله ما ضل غير تدخني كمان…..؟
- صلي على النبي نام وبيكفي أوهام
أنكرت عالية في الليل، وواصلت إنكارها في النهار فالمرأة ثابتة على مواقفها كما نعلم جميعاً. ولكي أثبت لها فكرت ان ألجأ إلى الوسائل الحديثة، هكذا التقطت لها بالكاميرا وفي بث حي ومباشر صورة لشخيرها الليلي. ولكنها اعتبرت أنني أتآمر على أنوثتها وأنني استخدمت مؤثرات صوتية وفوتوشوب. فققرت استدعاء شهودٍ عليها، فمن أصدق من حماتي؟
وفي اليوم الموعود لم تستطع حماتي العزيزة مقاومة النعاس وانتهى بها الأمر إلى أن تنام هي الأخرى، وبعد حين من نومها سمعت صوت دراجة نارية قديمة قادمة من جهة غرفتها…
هذه المرة لم أكن بحاجة للتحقق فقد راحت أصوات الشخير تتجاوب في أرجاء البيت وتتصادى في معزوفة قلّ نظيرها تؤكد على عميق الروابط التي تشد كل ابنة إلى امها. وأهم من ذلك بالطبع أنني في الصباح كنت مضطراً أن أقنع امرأتين بما لا يمكنك أن تدفع امرأة واحدة للاعتراف به.

شكرا شكرا شكرا

وتقبلوا تحياتي